في منتصف ثمانينات القرن الماضي، عمل باحثو مركز Research & Extension Center التابع لجامعة تكساس أيه أند إم مع شركة Senninger Irrigation؛ لإعداد أول رشاش يعمل بتقنية التوزيع الدقيق، الموفِّر للطاقة (LEPA).
وقد ساعد استخدام رشاشات النافورة LEPA، التي تُركَّب على مسافات قريبة من سطح الأرض على مقاومة الانحراف الناتج عن الرياح، وفقد المياه الناتج عن البخر، كما ساعد على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المياه المتاحة.
ومنذ بضع سنوات، تطلع مزارعو تكساس الشمالية إلى الجمع بين ممارسات حرث الحفاظ على التربة ورؤوس التوزيع LEPA، لكن مع تقليل المسافات، وبهذه الطريقة توزَّع المياه على معظم سطح التربة، مما يؤدي إلى رفع كفاءة التوزيع".
تعمل بقايا المحاصيل على الاحتفاظ بالمياه في مكانها؛ مما يتيح امتصاصها وملء قطاع التربة، ونحتاج لاحقًا إلى عددٍ أقل من دورات الري؛ للإبقاء على المياه في منطقة الجذور وتعزيز نمو المحاصيل، وهذا -للمزارعين- يعني إمكانية تقليل مدة دورة الري لتصبح يومين بدلًا من سبعة أيام.
ويمكن للمزارعين الآن الحرث بالحد الأدنى، أو الزراعة دون حرثٍ، مع تبديل أنظمة الرش المعتادة لديهم إلى أنظمة رشاشات النافورة LEPA (التوزيع الدقيق، الموفِّر للطاقة)، مثل Senninger’s LDN® Bubbler Pad، وLDN Shroud، وفي خطوة استراتيجية، يضعون الرشاشات قريبة من بعضها، وعلى مسافة منخفضة من سطح الأرض.
كما أن وصلات رقبة الأوزة المزدوجة من Senninger، جنبًا إلى جنبٍ مع وحدات تعليق خرطوم عمود الجمالون (Truss Rod Hose Sling) تيسران تحديد المسافات بدقة، عن طريق تركيب وصلتين في منفذ واحد. ولقد لاحظ المزارعون توفيرًا كبيرًا في استهلاك المياه، وزيادة ملحوظة في المحاصيل، وقد اعتمدت دائرة الحفاظ على الموارد الطبيعية في تكساس (Texas NRCS) تحويل أنظمة الري المحوري المركزية والخطية الموجودة إلى تقنية التوزيع الدقيق – رشاشات Residue Managed (PARM)، المؤهلة للحصول على تمويل.
وقد جددت أنماط الطقس الاهتمام بهذا النوع من ممارسات الري في العديد من المناطق في الولايات المتحدة. إضافة إلى ولاية تكساس، أصبح ري بالمسافات قريبة يُستخدم بفاعلية في ولايات أريزونا، ونيفادا، ونيو مكسيكو، وكاليفورنيا، وكولورادو، وإيداهو.
ويجمع المزارعون بين المكونات المتنوعة لهذه الممارسة بطرق مختلفة، ويحققون نجاحاتٍ كبيرة، فهم يغيرون مسافات التباعد في عددٍ من القطاعات الأولى، ويجمعون بين الري بالرشاش وتطبيقات الفوَّارات في مختلف مراحل المحاصيل، ويغيرون ارتفاع الرشاشات عن سطح الأرض، كما يغيرون أيضًا معدل توزيع المياه في دورة الري. تتفاوت الأرقام حسب نوع التربة والمحصول، لكن تسجل عادةً زيادة في المحصول رغم توفير المياه بنسبة 20%.
كيف تروي رشاشات LEPA الأرض؟
تستهلك رؤوس الفوَّارات قدرًا من الطاقة أقل مما تستهلكه الرشاشات التقليدية، وتستطيع أن تعمل في أي مكانٍ بمعدل تدفق مياه منخفض، يتراوح بين 0.27 و21.18 غالون في الدقيقة.
توفّر شركة Senninger نوعين من رؤوس التوزيع النافورية:
تُرسِّب وسائد فوَّارات LDN المياه في الخطوط الحقلية مباشرة، وتوزع المياه على شكل تياراتٍ رفيعة؛ تتفادى تبليل الأوراق. تشكل تلك التيارات المشبعة بالهواء شلالاً من فقاعات الماء، بدلاً من الرذاذ الخفيف، لذا ليس على المزارعين أن يقلقوا بشأن البخر الذي تسببه درجات الحرارة المرتفعة، أو انخفاض الرطوبة، أو الرياح القوية، التي تعصف بالقطرات.
يصرفُ غطاء LDN المياه لأسفل، في نمطٍ عريض على شكل قبة تنقل المياه برفقٍ، دون رش. ويمكن استخدام هذا النوع من الفوَّارات في الحقول التي تُزرع بدون خطوط حقلية، وفي الأراضي المنحدرة، وذلك بفضل طبيعة نمط التوزيع الأقل تركيزًا. ويعد غطاء LDN مثاليًا لزراعات الإنبات، والمحاصيل التي لا تحتاج إلى الكثير من الري، وللمزارعين القلقين بسبب التربة الحساسة القابلة للانضغاط.
المصدر
تم النشر في مقالة بعنوان: "نظرة فاحصة على التركيبات متقاربة المسافات، في مدونة Lindsay Corporation، بتاريخ 18 مارس 2016.
